وكأن المشهد السياسى المصرى يحتاج إلى المزيد من الأزمات؛ فالرئيس محمد مرسى لم يكتف بما تشهده مصر من أزمات داخلية، حتى فتح جبهة جديدة للصراع الخارجى بتصريحاته خلال زيارته الأولى للسودان بشأن عودة «شلاتين» للسيادة السودانية.
وعد «مرسى» قوبل بترحاب شديد من قبل المواقع الإلكترونية السودانية والصحف السودانية التى اعتبرت أن مصر أخيرا اعترفت بحق السودان فى أراضٍ اغتصبتها منها عام 1995؛ فعلى إحدى الصفحات السودانية على موقع «فيس بوك»، عبّر مواطن سودانى عن رأيه، مؤكدا أن التحكيم الدولى هو ما ينتظر مصر مستقبلا فى تلك القضية الحدودية، قائلا: «أى سياسى مصرى أيا من كان يعتقد أن حلايب مصرية فهو إما جاهل وإما يستهين بالسودان وأهلها»، أما جلوريا مارينو فقالت: إن السودان لن تترك شبرا من أرضها حتى لو اضطروا إلى إعلان الحرب الدولية. بينما أكدت جريدة «الرأى العام» السودانية أن الملف يعد انتقاصا من السيادة السودانية ويجب حسمه لصالحها.
«لأول مرة فى التاريخ نرى رئيس دولة يتخلى عن أرضه بهذه السهولة».. هى كلمات د. سعيد اللاوندى، الخبير بمركز الأهرام الاستراتيجى، معتبرا أن حدود مصر بالنسبة للرئيس الإخوانى هى مجرد مسائل نظرية لا أهمية لها؛ فرغبة الجماعة فى البقاء فى السلطة أهم لديها حتى لو كان على حساب وحدة الأراضى المصرية، قائلا: «هم يبيعون مصر قطعة قطعة، الله أعلم غدا ماذا سيباع من مصر على أيديهم!». د. حسام جاد، أستاذ الجغرافيا السياسية، أوضح أنه لا يمكن لأى سياسى مهما كان منصبه أن يتنازل عن جزء من الحدود إلا بعد موافقة الشعب ممثلا فى مجلس الشعب، مؤكدا أن الأمر ينطبق على حلايب وشلاتين، خصوصا أنها حدود تتبع اتفاقيات دولية.
الحدود التى تم ترسيمها عام 1899 فيما عرف باتفاقية السودان تقول إن الحدود بين الدولتين تتماشى مع دائرة عرض 22 شمالا، أى أن كل ما يقع شمالا يتبع الحدود المصرية وما يقع جنوبا يتبع الحدود السودانية، كما يقول د. جاد، والسودان لجأت إلى طلب مثلث «حلايب وشلاتين» نتيجة اتفاقها مع بعض الشركات الأجنبية على التنقيب على البترول فيها، لأنها منطقة غنية بالمعادن النفيسة.
وقال «جاد»: «عبدالناصر والسادات كانا مهمومين بتطوير تلك المنطقة، أما مبارك فهو الذى سبب تلك المشكلة بتجاهل احتياجات أهلها، ولا يجب على مرسى أن يسير على خطى سابقه بأن يكمل مشواره ويتنازل عنها».
admin
Website: http://egypt-man.net
Leave a Reply